أسئلة كثيرة تطرح حول ما إذا كان هناك أي خطر على العيون من استخدام الكمبيوتر أو ما إذا كانت هناك نظارات واقية للعيون من أشعة الكمبيوتر أو عدد الساعات التي يمكن للإنسان أن يستخدمه بها دون أن يحدث ضرر على عينيه.. إلخ. فما هي حقيقة أثر الكمبيوتر على العيون ؟
لا بدّ أن نذكر أنّ التحديق في الكمبيوتر لساعات طويلة يؤدي إلى جفاف العينين ، وذلك لأن الشخص الذي يستخدم الكمبيوتر ونتيجة لانشغاله الذهني الكامل ينسى أو يحاول ألا يرمش إلا عندما يشعر بحرقة في عينيه. ونتيجة لهذا فإنّ الإنسان يشعر بوجود رمل داخل عينيه وعدم ارتياح واحمرار، وما يجدر ذكره أن الأشخاص الذين يستخدمون عدسات لاصقة هم أكثر عرضة لهذا الجفاف، أما ما يعتقده البعض من أن هناك شاشة واقية للكمبيوتر أو نظارات واقية منه فهو خطأ فلا الشاشة ولا النظارات ممكن أن تحمي الإنسان من هذا الجفاف، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يفيد هو أن يتذكر الإنسان باستمرار أن عليه أن يرمش أو يغلق عينيه وأن يأخذ قسطاً من الراحة كل نصف ساعة مثلاً.
يصدر الكمبيوتر ألواناً مختلفة وأضواء مختلفة منها ما هو معتم ومنها ما هو ساطع ولذلك نرى أنّ بؤبؤ العين في حركة مستمرة فهو يتضيق تارة عند الإضاءة القوية ويتسع أخرى عند الإضاءة الضعيفة، وهذا ما يسبب إرهاقاً للعينين بعد فترة من استخدام الكمبيوتر. نفس المشكلة ممكن أن تحدث عند استخدام الكمبيوتر في غرفة مظلمة ولذلك يجب أن تكون الإضاءة كافية وأن نحافظ على استراحة متقطعة من وقت إلى آخر، كما أن استخدام الشاشة الواقية أو النظارات الخاصة ممكن أن تفيد في هذه الحالة.
عند استخدام الكمبيوتر وخاصة إذا كان الاستخدام لفترات طويلة فإن عضلات العين الداخلية تقوم بتغيير شكل العدسة بحيث تقع الصورة على الشبكية، وهذا العمل المتواصل للعضلات يؤدي إلى تشنجها وبخاصة عند كبار السن الذين يعانون من بعد النظر. ولذلك يجب على كل مستخدم للكمبيوتر أن يتأكد من سلامة عينيه واستخدام النظارات الطبية إذا كان يعاني من طول نظر أو انحراف أو قصر نظر، وأن يترك لعينيه مجالاً للراحة فيرفعها عن الكمبيوتر بعد استخدامه من 30 إلى 60 دقيقة، وينظر من النافذة إلى أبعد نقطة يمكن أن يراها وبهذا ترتخي عضلات العين وتأخذ قسطاً من الراحة، بعدها يمكن العودة إلى الكمبيوتر وهكذا.
بالنسبة للإضاءة الصادرة عن جهاز الكمبيوتر وتأثيرها على خلايا الشبكية فهي أشعة ضعيفة ، وليست هناك دراسات مؤكدة حول تأثير هذه الأشعة. ولكن من الواضح أن أشعة بهذا الحجم لن يكون لها تأثير سلبي على الشبكية وبخاصة إذا حافظ الإنسان على إبقاء مسافة كافية تزيد عن 40 سم بينه وبين الكمبيوتر، إضافة إلى مراعاة العمل في ظلّ إضاءة كافية واتباع وسائل الراحة بين الحين والآخر كما سبق وذكرنا.