أجرى عالم النفس مارتن سيلجمان، رائد علم النفس الإيجابي،
أبحاثًا كثيرة على المتفائلين والمتشائمين. وخلص بحثه إلى
أن التفاؤل يمكن تعلمه. واكتشف أن المتفائلين يتحدثون باستمرار
عما يملكونه وما هم عليه، بدلًا من الحديث عما يفتقرون إليه
أو عما هم عليه. يشترك المتشائمون في أمر واحد: فهم
يتحدثون فقط عن سبب عدم كون حياتهم كما يرغبون،
وعن ما يفتقرون إليه.
لا نولد متشائمين. جميع الأطفال متفائلون حتى يتعلموا
التفكير السلبي. مثال جيد على ذلك الوقوف عند مدخل
مدينة الالعاب يوم العطلة وسؤال العائلات عن رأيهم في
المدينة. سيصرخ الأطفال بأنها رائعة وأن ألعابها رائعة
. إذا طرحتَ السؤال نفسه على الآباء، فستتضمن الإجابة
أيضًا العديد من الجوانب السلبية، مثل أن الطوابير طويلة
جدًا، أو أن الطعام باهظ الثمن، أو أنها كانت مزدحمة
جدًا. هل مدينة الالعاب ممتعة أم مملة؟ الإجابة هي:
لا هذا ولا ذاك. يعتمد الأمر على المعنى الذي نعطيه نحن للمدينة.
كيف أصبحنا متشائمين عندما بدأنا متفائلين؟ في مرحلة
ما من حياتنا، نُدرَّب على ألا نكون متفائلين جدًا عندما
لا تسير الأمور كما نريد. إذا كنت متفائلًا جدًا ولم تسر
الأمور كما تريد، فستصاب بخيبة أمل كبيرة. أما إذا كنت
متشائمًا ولم تسر الأمور كما تريد، فستكون خيبة أملك أقل
لأنك ثبتت صحة توقعاتك. "انظر، كنت أعتقد أنني لن
أحصل على تلك الوظيفة". هكذا نحاول "حماية" أنفسنا
من خيبة الأمل. لكن هذه الطريقة في التفكير لا تمنحنا
ما نريده ونرغب فيه.
يخلص سيلجمان إلى أنه يمكننا (أو نعيد) تعلم التفكير بتفاؤل.
ووفقًا لأبحاثه، فإن المتفائلين أكثر نجاحًا بكثير من المتشائمين.
فهل حان الوقت إذن لإعادة برمجة أفكارنا وسؤال أنفسنا
في كل موقف: "ما هو الجانب الإيجابي في هذا الموقف؟"
هذا يساعدنا على تبني نظرة أكثر تفاؤلًا للحياة،
وبالتالي تحقيق المزيد من النجاح والسعادة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق